كيف يؤثر البيئة على ما يشاهده الطفل على الإنترنت

يقضي الأطفال اليوم الكثير من الوقت على الإنترنت — يشاهدون مقاطع الفيديو، ويلعبون الألعاب، ويتواصلون على وسائل التواصل الاجتماعي. قد يبدو أنهم يختارون بأنفسهم ما يشاهدونه، ولكن في الحقيقة يتأثر اختيارهم بشدة بما يحيط بهم: الأسرة، الأصدقاء، المدرسة، وحتى سلوك الكبار. دعونا نكتشف كيف يعمل ذلك.

الطفل يشاهد ما يحيط به

إذا كانت العائلة تتحدث عن الرياضة في المنزل — سيبحث الطفل عن مقاطع فيديو رياضية. وإذا كان الإخوة الكبار يشاهدون مدونين يمزحون بطريقة جريئة — سيبدأ الصغير بمشاهدتهم أيضًا.

حتى خوارزميات YouTube وTikTok تعرض مقاطع مشابهة لكل من يستخدم الإنترنت من نفس الجهاز أو نفس المنزل. أي أن البيئة العائلية تُشكّل العادات الرقمية.

البيئة تُعلّم الطفل ما هو مقبول وما هو غير مقبول

الأطفال لا يفهمون فورًا ما هو المحتوى الآمن وما هو الضار. إنهم يراقبون ردود فعل الكبار.

إذا قال الوالدان: «المهم ألا تشاهد شيئًا عن العنف»، فقد يصبح هذا بالضبط هو ما يثير اهتمام الطفل. وإذا كانت العائلة تتحدث كثيرًا عن السياسة أو الدين، فقد يثير هذا فضول الطفل ويبدأ في البحث عن مقاطع مشابهة ليفهم ما تعنيه.

الحظر غالبًا ما يزيد الفضول.

المحتوى = طريقة لـ "أن تكون مثل الآخرين"

الأطفال والمراهقون يريدون أن يكونوا جزءًا من المجموعة. إذا كان جميع الأصدقاء يشاهدون مقاطع مضحكة، فأنت تريد أن تفهمها أيضًا — حتى إذا لم يكن ذلك مرحبًا به في المنزل.

أحيانًا يتظاهر الأطفال بعدم الاهتمام بمحتوى معين لتجنب التوبيخ، لكنهم يواصلون مشاهدته ليشعروا بأنهم جزء من المجموعة.

يمكن للكبار أن يكونوا "فلترًا" يحمي من المحتوى السيئ

إذا تواصل الوالدان مع الطفل واهتموا بما يشاهده — سيشعر بالأمان. عندها يمكنه:

• أن يرفض بنفسه مشاهدة فيديو غريب
• أن يأتي ويسأل: «هل هذا طبيعي؟»
• ألا يخاف من مناقشة ما شاهده

تشير الدراسات إلى أنه إذا ناقش الوالدان المحتوى مع أطفالهم مرتين في الأسبوع على الأقل، فإن الأطفال يعودون بمعدل أقل إلى المقاطع الصادمة.

خوف الأهل يؤثر أيضًا

عندما يقلق الكبار كثيرًا من الإنترنت، يشعر الأطفال بذلك. وغالبًا يبدأون في استكشاف ما يخيف والديهم تحديدًا.

• إذا كان الأهل يخافون من TikTok — سيذهب الطفل إليه
• إذا كان الأهل ينتقدون أحد المدونين — سيرغب الطفل في معرفة السبب

ما يشاهده الطفل على الإنترنت ليس قرارًا فرديًا بالكامل — بل هو نتيجة لتأثير كل ما حوله: الأهل، الأصدقاء، المدرسة، النقاشات العائلية، وحتى الخلافات في البيت.

ناقش مع طفلك ما يشاهده، دون إصدار أحكام.

ما يمكن أن يفعله البالغون

• تحدث مع الطفل عن ما يشاهده — بدون انتقاد.
• قدّم مثالًا إيجابيًا بمشاهدة محتوى مفيد وممتع بنفسك.
• لا تنتقد الاهتمامات الغريبة — بل تحدث عنها.
• شاهدوا شيئًا معًا — واجعلوا ذلك عادة.
• ابنِ بيئة ثقة، ليشعر الطفل بالراحة في مشاركة أفكاره.